مقدمة:
تعتبر العناصر المرئية أحد الجوانب الأساسية في تكوين السينما والتصوير السينمائي، إنها الأدوات التي يستخدمها المخرج وفريق الإنتاج لإيصال القصة وإثارة الشعور والتأثير على المشاهدين، تتكون هذه العناصر من الأجسام، الكتلة، التوازن، حدود الكادر، والمعنى الضمني داخل الكادر، في هذه المقالة، سنستكشف هذه العناصر بتفصيل ونتعرف على دورها الحيوي في تكوين الصورة السينمائية.
أولا - الأجسام Figure :
تلعب الأجسام (الخطوط - الأشكال - الأنماط) دورًا هامًا في التكوين السينمائي الجيد، حيث تساعد على تحقيق التوازن والتناغم بين جميع المكونات المختلفة في الإطار السينمائي.
تستخدم الخطوط في السينما لتحديد الشكل والحدود للأشياء والأشخاص والأماكن. فهي تمنح الصورة السينمائية شخصية وتعبر عن المشاعر والأفكار.
تساعد الأشكال في تحديد الهوية والموضوع الرئيسي للفيلم، فهي تعبر عن الأشياء والأشخاص والأماكن بشكل محدد وواضح.
3- الأنماط Patterns :
تساعد الأنماط في توجيه العين للمكونات الأساسية في الإطار السينمائي، فهي تسهل عملية التركيز على الأشياء المهمة وتعزز الرؤية الفنية للفيلم.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الأجسام في توجيه النظر والتركيز على المشاهد الرئيسية وتحديد العلاقات بين العناصر المختلفة في الإطار السينمائي، وبهذه الطريقة، تساعد الأجسام على خلق تأثير بصري جذاب وجذاب للمشاهد، وتعزز تجربة المشاهدة السينمائية بشكل عام.
ثانيا - الكتـلة : Mass
1- المواصفات المادية للموضوع Physical Attributes of Subject :
2- التصـويـر Photography :
3- الصفات الشخصيـة Character Traits :
ثالثا - التـوازن : Balance
التوازن في التكوين السينمائي الجيد يعتبر عنصرًا أساسيًا لضمان توجيه انتباه المشاهدين وتحقيق تأثير بصري جذاب، دور التوازن يمكن تفسيره من خلال النقاط التالية:
1. توازن المشهد: في الإطار السينمائي، يجب أن يكون هناك توازن بصري بين العناصر المختلفة في المشهد. يتم تحقيق هذا التوازن من خلال توزيع الأجسام والأشكال والألوان والضوء بشكل متناسق داخل الإطار السينمائي.
2. توازن العناصر البصرية: يشمل هذا العنصر توازن الأشكال والألوان والخطوط والمساحات السالبة والموجبة داخل الإطار السينمائي. يجب أن يكون هناك توازن بصري بين هذه العناصر لتحقيق جاذبية بصرية وجمالية.
3. توازن الحركة: يعني ذلك توازن الحركة داخل المشهد، سواء كانت حركة الكاميرا أو حركة الشخصيات أو العناصر البصرية الأخرى. يجب أن يكون هناك توازن بين الحركة والثبات لتحقيق تأثير مرئي متوازن وجذاب.
4. توازن العناصر الدرامية: يتعلق هذا العنصر بتوازن العناصر الدرامية داخل القصة، مثل التوازن بين الإثارة والتوتر والعاطفة والفكاهة. يساهم هذا التوازن في جذب الاهتمام والمشاعر لدى المشاهدين.
بشكل عام، يعتبر التوازن عنصرًا أساسيًا في التكوين السينمائي الجيد، حيث يساهم في خلق تجربة سينمائية متوازنة وجذابة تجمع بين الجمالية البصرية والتأثير الدرامي.
أنـواع التـوازن :
توازن المتماثل (Symmetrical Balance):
يحدث عندما تكون العناصر على الجانبين المتقابلين من الإطار متساوية من حيث الشكل والحجم واللون والوزن البصري. يخلق هذا التوازن شعورًا بالاستقرار والتوازن والسكينة.التوازن الغير متماثل (Asymmetrical Balance):
في هذا النوع من التوازن، يتم تحقيق التوازن بين العناصر المختلفة داخل الإطار بالرغم من عدم تساويها في الحجم أو الشكل أو اللون. يمكن أن يكون هذا النوع من التوازن أكثر ديناميكية وجاذبية بصرية.النسبة الذهبية (Golden Ratio):
تعتبر النسبة الذهبية نسبة رياضية تعكس توازنًا وجمالًا مثاليًا. يمكن رؤية هذه النسبة في العديد من الأعمال الفنية والمعمارية والسينمائية، حيث تساهم في خلق توازن بصري مرضي وجذاب. تستند النسبة الذهبية إلى النسبة 1:1.618 وتستخدم لتحقيق توازن مثالي بين الأبعاد والمسافات داخل الإطار السينمائي.نصائـح للمحافظة على التـوازن :
رابعا - العمـق : Depth
العمق في التكوين السينمائي يلعب دورًا حاسمًا في خلق تأثير وتجربة سينمائية جذابة ومثيرة، إليك شرحًا لدور العمق في التكوين السينمائي الجيد:
1. إضافة بعد إلى المشهد: يساهم العمق في إضافة بعد إلى المشهد، مما يجعل المشاهد يشعرون بأنهم يعيشون اللحظة بشكل أكثر واقعية وملموسة، يتيح العمق للمشاهدين فهم العلاقات الفضائية بين العناصر داخل الإطار بشكل أفضل.
2. تعزيز الدراما والتوتر: يمكن استخدام العمق لتعزيز الدراما والتوتر في المشهد. عندما يكون هناك عمق في التكوين السينمائي، يمكن للمخرج استخدام الأبعاد الفضائية لتعزيز الشعور بالتوتر والإثارة.
3. إبراز التفاصيل البصرية: يمكن استخدام العمق لإبراز التفاصيل البصرية داخل المشهد، مما يساهم في جعل المشاهد يلاحظون العناصر الدقيقة ويشعرون بتفاعل أعمق مع البيئة والأحداث.
4. توجيه انتباه المشاهدين: يمكن استخدام العمق لتوجيه انتباه المشاهدين نحو العناصر الرئيسية في المشهد، سواء كان ذلك من خلال استخدام العمق الحقيقي أو العمق الزائف (depth of field) للتركيز على الشخصيات أو العناصر الرئيسية.
5. إضافة جمالية بصرية: يمكن للعمق أن يساهم في خلق جمالية بصرية مذهلة في التكوين السينمائي، مما يجذب ويثير إعجاب المشاهدين.
باختصار، العمق في التكوين السينمائي يساهم في إثراء الجودة البصرية والتجربة السينمائية بشكل عام، ويعتبر جزءًا أساسيًا من العناصر التي تجعل التكوين السينمائي جيدًا وجذابًا.
هناك عدة وسائل مستخدمة لإعطاء الإيحاء بالعمق :
1. الزاوية (Angle):
2. المقدمة والخلفية (Foreground and Background):
3. تشابك الأشكال (Overlapping Objects):
4. تصغير الحجم (Diminishing Size):
5. دمج الخطوط (Converging Lines):
6. حركة الكاميرا (Camera Movement):
7. حركة الممثل (Actor Movement):
خامسا - حدود الكـادر : Framing
1. المساحة فوق الرأس (Headroom):
2. المساحة أمام الأنف (Nose Room) والمساحة أمام الرأس (Lead Room):
3. حواف الإطار (Frame Lines):
4. كادر داخل الكادر (Frame within a Frame):
5. الخطوط داخل الإطار (Lines within a Frame):
6. المساحات المضيئة والمظلمة داخل الإطار (Light and Dark Areas of the Frame):
7. وضع الموضوع المصور من لقطة لأخرى (Shot-to-Shot Frame Position):
سادسا - المعنى الضمني داخل الكادر : Subtext
1. الحجم (Size):
2. الزاوية (Angle):
3. التقارب (Proximity):
4. اتجاه الحركة (Direction of Movement):
5. الوضع داخل الكادر (Relative Frame Position):
خاتمة:
لتحقيق تجربة سينمائية مثيرة ومميزة، يجب على المخرج وفريق الإنتاج أن يفهموا ويستخدموا العناصر المرئية بشكل فعال، الأجسام، الكتلة، التوازن، حدود الكادر، والمعنى الضمني داخل الكادر، جميعها تساهم في إيصال القصة وإيقاع المشاهد وخلق تأثير بصري قوي، عندما يتم استخدام هذه العناصر بشكل متقن ومبدع، يمكن للصورة السينمائية أن تصبح قوية ومؤثرة تعبيرًا عن رؤية المخرج وقصته، لذا، فإن فهم هذه العناصر والعمل على تطبيقها بشكل جيد يعتبر أساسًا أساسيًا لنجاح أي عمل سينمائي.